قصة حقيقية حدثت بالفعل إحنا في سنة 1999، أنا عندي 19 سنة، ومفلِّس تمامًا، أغلب أصدقائي راحوا
ظهر في ميعاده بالظبط، كان راجل ضخم، طويل، وعجوز، مديت إيدي عشان أسلِّم عليه، لكنه تجاهلني تمامًا
قال بقلق: ” أدامنا عشرين دقيقة قبل ما العاصفة تزيد، لازم نتحرَّك ”
ركب قارب قديم مصدي بمُحرِّك، بصلي وقال: ” ميلين، 19 دقيقة، قارب مصدي، بمُحرِّك واحد، قُلت إيه؟ ”
ركبت القارب الضيق وأنا مش عارف أعمل إيه، ابتسم وقال: ” امسك كويس، عشان هتقع في المية، لو بتحب السباحة سيب إيديك ”
السما غامقة والقارب بيتهز أوي، والمية المالحة تضرب وشي
وصلنا الجزيرة، لكن الضباب مخلانيش قادر أشوف الجزيرة كويس، بس كُنت شامِم كويس، ريحة عفن وصدأ قوية جدًا، لدرجة إني كُنت على وشك أتقيأ، الموضوع كان صعب، ليني حس بيَّا، قال بسُخرية: ” اكتم مناخيرك، زي ما قُلتلك، هتتعوِّد على الريحة ”
المنارة كانت قديمة ومليانة شروخ، مُمكِن تقع في أي لحظة بمُنتهى السهولة، الشبابيك قديمة ومكسَّرة، طلعنا على سلم مكسور بدون سور لحَد ما وصلنا لأوضة الاستقبال، في أعلى نقطة في المنارة، سامحة لينا نشوف الجزيرة كلها بوضوح، ليني ابتسم وهو بيسألني: ” حلوة، صح؟ ”
رعد، برق، مطر، جزيرة مهجورة، مبنى قديم، وصخور.. حبيت الشُغل!
قعدنا ساكتين شوية وبعدين زهقت، سألت ليني: ” هنعمل إيه بقي؟ ”
” ولا حاجة ”
” ولا حاجة إزاي؟ مش المفروض نفتح الكشَّاف؟ ”
ضحك وهو بيقول: ” لو ناوي تشتغل، فدا مش الشُغل المناسب ليك ”
تردَّدت شوية وبعدين سألته: ” تقصد إيه؟ ”
ضحك وهو بيقول: ” مفيش تمويل، وبطاريات الكشَّاف قربت تخلَص، فمش بنفتح النور أو بنشغَّل الكشَّاف إلا لو سمعنا سفينة بتقرَّب مننا، بس كدا ”
غمض عينيه وقعد ساكت، أنا كمان عملت زيه، بعد شوية سمعته بيقول: ” مرتاح.. صح؟ ”
لتكملة القصة اضغط الرقم 3 في السطر التالي