غير مصنف

من هو الصحـابي الذى قال عنه النبي ﷺ شهيد يمشى على الأرض ولقب بالشهيد الحي ؟

طلحة بن عبيد الله..

قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم «من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله»
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا ذكر يوم أحد قال «ذاك يوم كله لطلحة»
اعداد ضاري المطيري هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، يكنى أبا محمد، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض، ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم في بدايات الدعوة الإسلامية، ضمن الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
كان طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه رجلا آدم، حسن الوجه، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، ولا بالسبط، وأمه الصعبة بنت الحضرمي، وقد أسلمت وهاجرت، وعاشت بعد ابنها قليلا، وتزوج طلحة أربع نسوة، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وهن أم كلثوم بنت أبي بكر، أخت عائشة، وحمنة بنت جحش أخت زينب، والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة، ورقية بنت أبي أمية أخت أم سلمة.

قصة إسلامه

عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: قال لي طلحة بن عبيد الله: حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة بن عبيد الله: قلت: نعم، أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعد؟ قال: قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبدالله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه، قال طلحة بن عبيد الله: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعا حتى قدمت مكة، فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد بن عبدالله الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة. قال: فخرجت حتى دخلت على أبي بكر، فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلق إليه فادخل عليه فاتبعه، فإنه يدعو إلى الحق. فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج أبو بكر رضي الله عنه بطلحة فدخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم طلحة رضي الله عنه وأخبر رسول الله بما قال الراهب، فسر رسول الله بذلك، ورغم ما كان لطلحة من ثراء ومال كثير ومكانة في قريش فقد تعرض لأذى المشركين واضطهادهم مما جعله يهاجر المدينة حين أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة.

كرم طلحة

أكرم العرب في الإسلام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ، جاء إليه رجل فسأله برحم بينه وبينه، فقال: «هذا حائطي (بستاني) بمكان كذا وكذا، وقد أعطيت فيه مائة ألف درهم، يراح إلي بالمال العشية، فإن شئت فالمال، وإن شئت فالحائط»، وقال قبيصة بن جابر: صحبت طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.

بدر وأحد

ولم يشهد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه غزوة بدر، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجهه وسعيد بن زيد رضي الله عنهما يتجسسان خبر العير فانصرفا، وقد فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال من لقيه من المشركين، وحينما عاد ووجد المسلمين قد عادوا من غزوة بدر، حزن طلحة حزنا شديدا لما فاته من الأجر والثواب، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبره أن له من الأجر مثل من جاهد في المعركة، وأعطاه النبي سهما ونصيبا من الغنائم مثل المقاتلين تماما، لكنه شهد غزوة أحد وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أحد أبلى فيه بلاء حسنا، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، وحماه من الكفار، واتقى عنه النبل بيده حتى شلت أصبعه، ووقاه بنفسه، فعن جابر بن عبدالله قال: لما كان يوم أحد وولى الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلا من الأنصار، وفيهم طلحة بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «من للقوم؟» فقال طلحة: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كما أنت». فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله. فقال: «أنت». فقاتل حتى قتل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال: «من للقوم؟»، فقال طلحة: أنا. قال: «كما أنت». فقال رجل من الأنصار: أنا. فقال: «أنت». فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقول ذلك ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل، حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من للقوم؟» فقال طلحة: أنا. فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قلت باسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون»، ثم رد الله المشركين، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا ذكر يوم أحد قال «ذاك يوم كله لطلحة».

الشهيد الحي

قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم «من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله» رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد».

مع أبي بكر الصديق

دخل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر ـ وكان مضطجعا: أجلسوني. فأجلسوه، فقال لطلحة: أبالله تخوفني؟ إذا لقيت الله ربي فساءلني، قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك.

من كلماته

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال «لقد أعطي ابن عباس فهما لقنا وعلما، وما كنت أرى عمر يقدم عليه أحدا»، وقال رضي الله عنه: «انا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء، لكننا نتصبر»، وقال أيضا: «الكسوة تظهر النعمة، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء».

وفاته رضي الله عنه

قتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يوم موقعة الجمل سنة 36هـ، وذلك لما قرر الانسحاب من المعركة هو والزبير، بعدما أخبرهما علي رضي الله عنهما بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد نسيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى