غير مصنف

رواية غرور وتمرد

بعد ما دخلنا البيت وقفل الباب بصلي وقال بِملامح جامدة مفيش فيها آي شعور إنساني:
_إسمعي يا إسمك إي، أنا أصلًا مكنتش عايز أتجوز من الريف وإنتي مش من مستوايا أصلًا، أنا دكتور وإنتي حتة بت جا *هلة

شاور على باب أوضة وكمل كلامهُ القا *سي:
=دي أوضتك وطول ما أنا في البيت متطلعيش منها مش عايز أشوف وشك قدامي عشان مش طايـ *قك، سامعة?
مسكت دموعي اللي بتحارب عشان تنزل ورديت عليه بـِ حاضر على هيئة هز راسي ودخلت الأوضة من قدامهُ بسرعة، قعدت على السرير وأنا كاتمة صوتي وصوت شهقاتي من العياط، حتى أنا مكنتش عايزة أتجوز واحد زيهُ من المدينة شايف نفسهُ ويعرف بنات ياما، بس عندنا البنت مينفعش تقول لأ لـِ أهلها، رغم إعتراضي الشديد لـِ ماما وبُكايا إلا إن هي كمان مفيش بإيديها حاجة تعملهالي، قومت من مكاني بعد ما هديت وغيرت الفستان وأنا ببصلهُ بحَسرة وو *جع قلب،

نمت بعدها نوم عميق جدًا ودا بعملهُ في العادة لما بزعل جدًا، تاني يوم صحيت وفضلت قاعدة في الأوضة وخايفة أخرج، فضلت سامعة صوتهُ رايح جاي في الشقة لحد ما صوتهُ إختفى خالص فـَ قولت يمكن نزل أو دخل أوضتهُ، فتحت الباب بهدوء وخرجت راسي برا وملقيتش حد، خرجت بهدوء وروحت للمطبخ عشان أحضرلي فطار لإني جوعت، فتحت التلاجة أشوف إي اللي فيها وخرجت جبنة ولانشون وبسطرمة وبيض وبدأت أحضر الفطار، إندمجت وأنا بحضر الفطار وبلف ورايا لاقيتهُ واقف عند باب المطبخ وماسك مج في إيديه وحاطت إيدهُ التانية في جيبهُ وباصصلي بملامح جامدة، إتخضيت ورجعت لِورا وقولت وأنا باخد نفسي وحاطة إيدي على قلبي:

كُح أو إعمل آي حاجة، خضتني. إتكلم بِملامح باردة وبلا مبالاة وقال: =مش قولت متطلعيش برا طول ما أنا موجود في الشقة! بصيت في الأرض وقولت بصوت واطي شوية: كنت جعانة ومستنياك تنزل ولما مسمعتش صوت في الشقة خرجت وحضرتلي فطار وكنت هرجع الأوضة تاني على طول.

شرب من المج اللي في إيديه وخرج وهو بيقول:
=هسامحك المرة دي عشان ريحة الفطار كويسة، إعملي حسابي لإني مش بعرف أحضر فطار.
بصيت لـِ ضهرهُ وهو ماشي بإستياء ومن فوق لـِ تحت، بني آدم مُستفز، زودت الفطار وعملت حسابهُ، بعد ما خلصت طلعت حطيت الأكل على السُفرة وقولت بصوت عالي شوية عشان يسمعني:


الفطار جاهز. جالي صوتهُ البارد المُستفز وهو بيقول: =هاتي الفطار بتاعي هنا. إتكلمت بصوت واطي وأنا باخد الفطار وريحالهُ بتاعهُ وقولت: الخدامة اللي جابهالك السيد والدك أنا.
وصلت عندهُ كان قاعد في الصالون وقدامهُ اللابتوب بتاعهُ على التربيزة ومركز فيه، أول ما وصلت إتكلم من غير ما يبُصلي وقال:
=حطيه عندك هنا وروحي أوضتك.
بصيتلهُ بقر *ف وحطيت الأكل على التربيزة ومشيت وأنا بقول بصوت واطي وبقلدهُ:
_حطيه عندك هنا وروحي أوضتك، عايش الدور ولا كإنهُ ملك إنجلترا.

إتكلم بصوت عالي خضني وقال:
=بطلي برطمة، سامع صوتك بتقولي حاجة لو عايزة تقولي حاجة تعالي قوليهالي بصوت عالي.
بصيتلهُ وأنا مُبتسمة ببلاهة وقولت:
مبرطمتش أنا بكُح بس. مشيت من قدامهُ بعصبية وخدت فطاري ودخلت الأوضة، بعد شوية جات عيلتي وعيلتهُ، إستقبلهم وقعدهم في الصالون ودخلي الأوضة وقال بتحذير: دلوقتي هتطلعي وهنتعامل قدامهم إننا زوجين عادي جدًا، لو حاجة من اللي قولتها إتذكرت قدامهم فـَ قولي على نفسك سلام بقى.

خوفت من نظراتهُ وقولت وأنا بحاول أبان قوية شوية:
=على فكرة أنا كدا أو كدا أكيد مش هطلع أسرار بيتي برا.
بصلي شوية بهدوء واللي حسسني إني قولت حاجة غلط وكنت واقفة بتوتر وقال بعد ما حط إيدهُ على شعري كإني طفلة:
_شطورة.
سابني وخرج وأنا لسة واقفة مكان مبرقة بصد *مة من اللي عملهُ، بعد شوية خرجت بإبتسامة وسلمت عليهم وإتعاملت عادي، بعد ما مشيوا إتكلم وقال:

=عشان عجبتيني بس من شوية فـَ أنا رايح بكرا أقابل عميلة مُهمة جدًا هبقى آخدك معايا كـَ مساعدة ليا ودا شرف ليكي على فكرة.
سابني ومشي من قدامي وأنا رفعت حاجبي بسخرية من ثقتهُ المستفزة اللي مش في محلها، هو مفكر نفسهُ توم كروز بجد!!
تاني يوم صحيت وفتحت عيني وشوفتهُ واقف قدامي وباصصلي فـَ إتخضيت ووقعت من على السرير وأنا بصرخ، قومت بعدها وأنا باخد نفسي وهو كان لسة واقف زي ما هو وحاطط إيدهُ في جيوبهُ وقال ببرود:
_قومي يلا إجهزي عشان هننزل كمان ساعة.
إتكلمت بعصبية وقولت:

=إنت إزاي تدخل الأوضة وأنا نايمة أصلًا وبعدين إي اللي كان موقفك فوق راسي كدا، هتقـ *طعلي الخلف.
إتكلم بهدوء بعد ما قرب مني شوية وقال:
_كنت بتأمل.
بصيتلهُ بإستغراب وإحراج وأنا بحاول أبعد عنهُ، لحد ما فصلني وقال:
=بصراحة أول مرة يعدي عليا كائن بينام بالطريقة دي، يعني رجليكي إزاي فوق وإنتي نايمة وإي اللي جابك لآخر السرير أصلًا وإيديكي مش فاهم موقفهم بصراحة، حقيقي أول مرة أشوف كائن كدا فـَ حبيت اتأمل.
سابني ومشي من قدامي ببرود وإستفزاز كـَ عادتهُ وسابني واقفة بغضب وبصالهُ بسخرية، لبست فستان بسيط وطرحة وطلعتلهُ، أول ما شافني إداني الشنطة بتاعتهُ اللي فيها اللاب توب وكتابين وقال:

تعالي ورايا يلا. بصيتلهُ بإستغراب وقولت: =إنت هتسيبني أشيل دول? بصلي بجنب عينيه وقال: مش المساعدة بتاعتي، هشيلهم أنا ولا إي!
بصيتلهُ بعصبية ونزلت معاه، وصلنا كافيه وكان في واحدة أجنبية جميلة جدًا قاعدة مستنياه، قتدوا يتكلموا بالإنجليزي شوية عن الطب وعرفت إنهُ بيعالج والدها من مرض في الفقرات وهي مُقيمة هنا في مصر الفترة دي، بصتلي وسألتهُ عليا فـَ بصلي بعدم إهتمام وقال:
Never mind, she’s my personal assistant. لا تهتمي، إنها مساعدتي الشخصية. بصيتلهُ بعصبية وقولت: =And his wife too, my dear. وزوجتهُ أيضًا، ياعزيزتي. بصلي لـِ دقيقة بصدمة من إني بفهم إنجليزي. إنتي بتفهمي إنجليزي?!
رديت عليه بثقة وفخر وقولت:
=أومال إنت فاكر إي يعني.
فضل باصصلي شوية بذهول وبعدين كمل كلام مع البنت اللي قاعدة وبعد ما خلصنا خرجنا من الكافيه وركبنا العربية، بصلي بسرعة وقال بغضب:
_ولما إنتي بتعرفي تتكلمي إنجليزي مقولتليش ليه من الأول?
بصتلهُ بغضب مُماثل من غضبهُ اللي مالهوش لازمة وقولت:
=وإنت كنت سألتني ولا حتى قعدت إتكلمت معايا!

بص قدامهُ وخد نفس عميق بيحاول يهدي نفسهُ بيه تحت نظراتي اللي مش فاهمة هو بيعمل إي وبعدين بصلي بإبتسامة راسمها غصب عنهُ وقال من بين سنانهُ:
طيب، هنروح دلوقتي نقعد في مطعم ناكل ونتعرف. قبل ما أرد عليه شغل العربية وإتحرك، وأنا سكتت ومكنتش عايزة أتكلم تاني، اساسًا دا شخص محدش يتكلم معاه، وصلنا مطعم من شكلهُ باين إنهُ غالي أوي، بس أنا إبتسمت بـِ شر عشان هو اللي هيدفع، دخلنا المطعم وقعدنا وهو لسة مُبتسم الإبتسامة اللي مش لايقة عليه دي، بصتلهُ بإستغراب ومن فوق لـِ تحت بحاول أطلع آي حاجة أفهم منها الإبتسامة دي ليه بس مش فاهمة، إتكلم وقال: قوليلي بقى يا أستاذة غرام، عرفتي إنجليزي منين ومعاكي مؤهل إي أصلًا.
بصتلهُ بِسُخرية وقولت:
=شوف يا أستاذ فادي، أنا دارسة الإنجليزي في البيت أونلاين من على النت، وبالنسبة لـِ معايا مؤهل إي فـَ أنا خريجة سياسة وإقتصاد.
كان بيشرب وشِرِق وفضل يكُح، إديتلهُ كوباية الماية وخدها من إيدي بسرعة وشرب وقال بدهشة وهو بياخد نفسهُ:
مين دي اللي خريجة سياسة وإقتصاد!! بصتلهُ بسخرية وقولت: =حضرتي. شرب من الماية تاني وقال بعد ما عدل نضارتهُ: دا إزاي، اللي أعرفهُ إنهم مش بيتعلموا.
قربت منهُ شوية وقولت:
=إنت عايش في سنة كام، لأ طبعًا بنتعلم بس الفرق إننا مش بنخرج ومعظمنا مش بيشتغل بعد ما بيتخرج، لكن اللي عايز يتعلم ويتحضر بيعمل كدا، إنت بجد بقيت بتضحكني دلوقتي.
بصلي بغضب طفيف وقال:
_بضحكك إزاي يعني!

بصتلتُ بِتوتر شوية وقولت:
=عشان بِكلامك دا بتوضح إن إنت اللي جاهل.
بصلي بنظرات كنت حاسة إنها هتو *لع فيا، غيرت الموضوع بسرعة وقولت:
إنت جايبنا المطعم دا منظر، ما تطلب الأكل أنا جعانة جدًا. رجع بِضهرهُ لِورا وهو لسة باصصلي بغضب وأنا مُبتسمالهُ ببلاهة، طلب الجرسون وطلبنا الأكل بعدها، بعد ما خلصنا أكل وطلعنا من المطعم إتكلم وقال بتردد: =إنتي ليه مقولتليش إنك مُتعلمة لما قولتلك إنك جاهلة. بصتلهُ شوية بِصمت وبعدين قولت بِحُزن بحاول أخفيه: لإني في الوقت دا كنت خايفة منك وكنت متدايقة برضوا وكنت عايزة امشي من قدامك بآي طريقة عشان..
قطعت كلامي أول ما فكرت إني كنت هقولهُ عشان أعيط وبصيتلهُ بإبتسامة حزينة وكملت:
عشان أنام لإني كنت تعبانة اليوم دا ومش حِمل نقاش. سيبتهُ واقف في مكانهُ وركبت العربية، نزلت مِني دِنعة مسحتها بسرعة أول ما ركب العربية وبعدها رجعنا البيت، أول ما دخلت البيت على طول دخلت الأوضة، معداش خمس دقايق ولقيتهُ فتح باب الأوضة ودخل، بصيتلهُ بعصبية وقولت: مش قولت تخبط قبل ما تدخل، محدش علمك الإحترام قبل كدا?
بصلي وهو واقف وحاطط إيدهُ في جيوبهُ وقال وهو بيجِز على سنانهُ:
=ما تحاولي تمسكي لسانك كدا وتتكلمي معايا عِدل عشان مفتحلـ *كيش دماغك يا حرمي المصون.
بصتلهُ بتوتر وقولت وأنا بحاول أبين إن كلامهُ مأثرش فيا:
_إي اللي دخلك مرة واحدة كدا?
إتكلم بعد ما سند جسمهُ على الباب وقال:
=أبدًا، في حد كن قرايبك إتصل بيا دلوقتي وطلب مني العنوان بالتفصيل عشان هييجي يباركلنا فـَ قولت أبلغك يعني.
إتكلمت بإستغراب وقولت:

حد من قرايبي مين يعني? قال بلا مبالاة: =مش عارف، كانت ست كبيرة وفي صوت واحد جنبها. بصتلهُ بإستياء وقولت: الناس بتسأل عن الشخص اللي هيجيلها في بيتها، إفرض حرامية ولا قُطاع طُرق بيسألوا على العنوان هتديلهم العنوان بالسهولة دي!
إتكلم وقال وهو خارج:
=ليه شايفة معاكي سوسن!
إتكلمت بسرعة وقولت:
إستنى عندك. بصلي بجنب عينيه وأنا قولت بتوتر: بعد إذن حضرتك لو مش هزعجكك يعني بعد كدا إبقى خبط على الباب.
إتكلم بلا مبالاة بِشكل مُستفز وقال:
=إنتي مراتي مش لازم استأذن يعني، بس هحاول.
مشي من قدامي وسابني همو *ت من الغيظ واللامُبالاة اللي عندهُ، بعد شوية الضيوف اللي قال عليهم جُم وكانت عمتي وإبن عمتي، أول ما شوفت عمتي حضنتها بِفرحة لأني بحبها جدًا وقعدنا نتكلم وكانت القاعدة حلوة جدًا لحد ما قومت عملت شاي لـِ عمتي وأنا ماشية كنت هقع والشاي إتدلق حبة منهُ على إيدي، قام عُمر إبن عمي بسرعة وخضة وقال بلهفة:
سلامتك، حصلك حاجة، ادخلي بسرعة المطبخ اغسلي إيدك. قام فادي من مكانهُ وهو بِيجز على سنانهُ وقال: =شكرًا على الخضة بتاعتك بس مش مستاهلة أنا هغسلها إيديها. وبعدها سحبني من إيدي للمطبخ بغضب. إبن عمك دا مُستفز، هو هيمشي امتى?

بصتلهُ بصد *مة وقولت:
=وطي صوتك، وبعدين مستفز إي مشوفتش نفسك ولا اي!
بصلي بغضب وقال من بين سنانهُ:
إنتي بتدافعي عنهُ ليه مش فاهم! بصتلهُ شوية وإبتسمت إبتسامة مُستفزة وقولت بهدوء: =مش بدافع عنهُ ولا حاجة بس هو إبن عمي وكان هيبقى خطيبي في يوم من الأيام يعني فـَ ليه إحترامهُ برضوا. برق وبصلي بغضب وقال بعصبية: نعم يا حلوة!!
كان هيبقى إي، يعني إي خطيبك مش فاهم!
غسلت إيدي وقولت وأنا خارجة:
=يعني بيحبني وكان عايزني بس موافقوش.
سيبتهُ وخرجت بسرعة وأنا ببتسم إبتسامة شريرة، خرجت قعدت معاهم برا وإتكلم عُمر وقال بلهفة:
إنتي كويسة? جِه فادي وقعد بعصبية وقال وهو بيجِز على سنانهُ وباصص لـِ عُمر كإنهُ هيقوم ياكلهُ: =أه كويسة، متقلقش نفسك إنت بس. إتكلم عُمر بعد ما بص لـِ فادي بغضب مُماثل: إبقى خلي بالك منها حبة كمان عن كدا، شايفك مش ملهوف عليها لما إتلسعت.
قرب فادي منهُ وقال وهما لسة باصين لـِ بعض نظرات هتو *لع في المكان بينا كلنا:
=وإنت مين عشان تعلمني أتعامل مع مراتي إزاي?
كان بيقول كلمة “مراتي” وهو بيتتك عليها جامد، رد عليه عُمر وقال:
_أنا أبقى إبن عمها ومسئول عنها.
صوت فادي عِلي وقال بغضب:

=مسئول عنها بتاع إي معلش، هي متجوزة دلوقتي وليها راجل، أنا ممكن أمنعها إنها تتواصل معاك أصلًا.
قبل ما عُمر يرد إتكلمت بسرعة وقولت عشان ألحق الموقف:
فادي، بعد إذنك ممكن تجيب الكيكة اللي جوا لـِ عمتي. بصلي بغضب وهو بيجِز على سنانهُ وأنا إبتسمتلهُ بتوتر، قعد مكانهُ وسكت، إتكلمت عمتي وقالت: إحنا نقوم بقى قبل ما يمسكوا في خناق بعض.
إتكلمت بسرعة وقولت:
=ليه بس يا عمتي، خليكي قاعدة معايا شوية.
إبتسمتلي وقالت:

معلش بقى مرة تانية، إنتوا عرسان جُداد ولازم منطولش. بعد سلامات مشيوا، قفلت الباب وأنا خايفة ألف ورايا، إبتسمت بِبرائة ولفيت ولاقيتهُ واقف عادي وهادي وساند جسمهُ على الحيطة وكـَ عادتهُ حاطط إيديه في جيوب البنطلون، رغم إن كان شكلهُ عادي بس إتخضيت إنهُ واقف ورايا، وقولت وأنا بتنفس بعُمق ولسة مُبتسمة إبتسامة البرائة: تحب أعملك حاجة قبل ما أدخل أنام?
الهدوء اللي كان واقف فيه إتحول فجأة كإنهُ زومبي وفضل يجري ورايا في الشقة بعصبية وهو بيقول:
=بقى أنا يتحر *ق د *مي النهاردة عشان عيلة زيك، أنا عمري ما إتحر *ق د *مي بالشكل دا، أنا مش هسيبك النهاردة يا بنت عم عُمر هاا.

إتكلمت بتوتر وأنا بجري منهُ وقولت بخوف:
يا كابتن في إي، أنا عملت إي أنا طيب، إستهدى بالله بس كدا وقولت هديت، إنت مبتتعبش. جريت على الأوضة بسرعة وقفلتها في اللحظة الأخيرة، قعدت ورا الباب باخد نفسي وقولت: ربنا يقـ *طع نفسك زي ما قطـ *عت نفسي يا بعيد.
فضل يخبط على الباب جامد وهو بيقول بعصبية:
=بقولك إي يابت إنتي، إفتحي الباب دا عشان مش هسيبك سامعة.

إتكلمت بهدوء وقولت:
طيب أنا عملت إي لـِ دا كلهُ بس، وبعدين لو هو لسة بيحبني أنا مالي مش فاهمة، ولا إستنى إستنى، إنت متدايق ليه إنهُ بيحبني يعني مش فاهمة! سكت ومسمعتش صوتهُ لـِ دقيقتين، حطيت ودني على الباب عشان أسمع لو لسة واقف وفجأة خبط على الباب جامد، رجعت لـِ ورا ومسكت وداني وقولت بألم وأنا مغمضة عيني: ياللي تنشك في معاميعك، إللهي تتطرش يا بعيد.
إتكلم وقال بغضب:
=أنا هروح أنام، بس حسابك معايا الصبح هاا، كدا كدا أوضتين وصالة مش هتروحي مني بعيد.
إتكلمت بصوت واطي:
نوم الظالم عبادة. إتكلم وقال بصوت عالي من بعيد: =بطلي برطمة وإتخمدي بقى. نمت وأنا بضحك عليه وتاني يوم صحيت وكنت خايفة أخرج برا، لحد ما الساعة عدت 3 العصر وقولت أكيد نزل بِما إني كمان مش سامعة صوتهُ في الشقة بقالي ييجي ساعة، خرجت بهدوء من الأوضة وأنا ببُص يمين وشمال، ملقيتش حد والصالة كانت هادية جدًا، خدت نفسي وخرجت روحت المطبخ عشان أحضرلي فطار، كنت واقفة بحضر الفطار وبغني في روقان سمعت صوتهُ من ورايا بيقول: عايشالي دور أم كلثوم، بس أنا هخليكي تعيشي دور إسماعيل ياسين دلوقتي.
أتنفص بِخضة وبصيت ورايا بِرُعب، إتكلمت بتوتر وقولت:
=إنت طلعتلي منين، بقولك إي، متقربش عشان بُص..
قرب مني بهدوء وهو حاطط إيديه في جيوبهُ وقال:
_عشان بُص إي?
إتكلمت بخوف وقولت:

=عشان هعيط، وبعدين يعني إنت مش من صفاتك النبيلة إنك تمِد إيدك على واحدة ست صح?
كنت بصالهُ بِترقُب عشان أشوف رد فعلهُ، بص في الأرض لـِ ثانيتين وبعدين بصلي وهو مُبتسم إبتسامة جانبية وقال:
أكيد مش همِدّ إيدي عليكي، بس هعاقبك بطريقتي. كنت بصالهُ بخوف من اللي ناوي يعملهُ فيا. بعد ساعتين كنت بغسل الحيطان وهو قاعد على الكنبة بيشرب قهوة وبيتفرج عليا، بصيتلهُ بـِ نظرات بتخرج شرار وغضب، إتكلم بهدوء وقال: بُصي قدامك ونضفي كويس، عايز الشقة تُبرق كدا.
إتكلمت بإبتسامة وأنا بجِز على سناني وقولت:
=طيب على فكرة إحنا عرسان جُداد والشقة بتُبرق فعليًا، أنا مش فاهمة أنضف إي بجد، إنت خلتني أغسل السجاد وأنفض الأنتريه وألمع الإزاز، أنا حرفيًا مسيبتش حتة في الشقة إلا وعملتها ولا كإننا في العيد!!
شرب من القهوة اللي في إيدهُ وقال ببرود:
_شطورة، خلصي بقى الحيطان عشان تفرشي الشقة ووقتها ترتاحي بقى.


بصتلهُ بِـ غل وهاين عليا دلوقتي أقتـ *لهُ بجد، بعد ساعة كنت خلصت كل حاجة، قعدت في الأرض وأنا مش قادرة وكل أنش في جسمي بيتأ *لم، وكان شكلي زي أم أحمد اللي بتقعد قدام بيتها في أول الشارع بالظبط بربطة راسي والجلبية اللي لابساها دي، قام من مكانهُ وقرب مني وقال بإبتسامة:
خلاص العقاب خلص، بعد كدا بقى خلي بالك من لسانك، وأبقى أشوفك بتتكلمي مع اللي إسمهُ عمر دا تاني. بصتلهُ بجنب عيني وأنا بجِز على سناني ومتكلمتش، دخل الأوضة بتاعتهُ وأنا لسة قاعدة مكاني، بعد شوية خرج من الأوضة وهو لابس، بصيتلهُ بطرف عيني ومتكلمتش، بصلي بإستغراب وقال: مش معنى إنك تعبتي إنك تقعدي كدا طول اليوم، إدخلي خدي حمام دافي كدا وإعدلي شكلك دا.

بصيتلهُ بقر *ف ومردتش عليه وفضلت قاعدة مكاني مش قادرة اتحرك، تليفونهُ رن ولما رد إكتشفت إنها بنت:
أيوا يا أسماء. =… تمام أنا جاي أهو.
=…

لأ مش عايز أكل، أنا شبعان، كُلي إنتي. بصتلهُ بِشك وأنا مديقة عيني، بعد ما قفل قومت بنفس النظرة وقولت: قول.
بصلي بإستغراب وقال:
=أقول إي، إنتي مجنونة?
قربت منهُ وقولت:
قول مين دي، أنا مستنية أسمع. بصلي من فوق لـِ تحت وقال: =وإنتي مالك إنتي? خبطت على كتفهُ وقولت بِحدة: أبقى مراتك يا سُكر، ولا إنت عملت فيا كل دا ليه من شوية مش عشان عمر?
بصلي بغضب وقال:
=تاني بتقولي إسمهُ?!
متغيرش الموضوع بقولك، مين دي اللي مستنياك على الأكل ورايحلها? إتكلم بِـ ملل وقال: =هقولك عشان أخلص منك بس، دي أسماء السكرتيرة بتاعتي. بصتلهُ وأنا لسة مديقة عيني وقولت: قولتلي بقى السكرتيرة بتاعتك أه، ومستنياك على الأكل ليه?

بص للسقف بِـ قلة صبر وقال:
=عشان من الذوق بتسألني لو هتطلبلي أكل معاها بما إني جاي، وبعدين دي متجوزة وعندها عيلين أصلًا.
قعدت تاني مكاني بِـ راحة وقولت:
طيب إذا كان كدا ماشي، يلا إتكل على الله. بصلي بدهشة وقال: =إتكل على الله!! إنتي من ساعة ما لبستي الجلبية دي وأنا مش لاقيكي. كان هيمشي بس إبتسم ورجع تاني وقعد على ركبهُ قدامي وهو بيبُصلي بنظرة خباثة، ودا اللي خلاني مستغرباه وبصالهُ بإستغراب وعدم إرتياح لإبتسامتهُ دي وقال: آلا قوليلي صحيح، إنتي بتغيري ولا إي?
بصيتلهُ وأنا مبرقة وقولت بسخرية:
=هه، أنا أغير، وعلى مين عليك!!
مبتبوصش لـِ نفسك في المراية ولا إي، وبعدين مشوفتش نفسك لما بتيجي سيرة عُمر بتبقى عامل إزاي!
بصلي بغضب وهو بيجِز على سنانهُ، فـَ إتكلمت بسرعة وتوتر:
=زي دلوقتي كدا.
قام وقف وقال وهو ماشي:
ماشي، بكرا يبان مين بيغير، ومين فارق للتاني. بصيت لضهرهُ بـِ قر *ف وقولت بصوت واطي: =دا بجد مشافش نفسهُ لما بتيجي سيرة عُمر، هو إحنا لسة هنشوف. فتح الباب وبصلي قبل ما يخرج وقال: بطلي برطمة شوية وإنتي هتبقي كويسة.
مردتش عليه فـَ سابني ونزل، قومت من مكاني عشان آخد حمام دافي، وأنا بفكر هو فعلًا حسيت بالغيرة على الكائن دا!!
طيب نسيبنا من المعاملة، اومال لو كان حلو شويتين يعني، معجبة بيه على إي، دا إنتي دماغك دي متركبة غلط.
إي دا أنا قولت معجبة بيه!!

كان قاعد على المكتب بتاعهُ وبيفكر فيها وبيبتسم، كلم نفسهُ وقال:
إنت مبتسم ليه، وبعدين بتفكر فيها ليه أصلًا، يعني يوم ما تُقع عيلة زي دي اللي توقعك، وبعدين متفكرش إنها تحبك بعد اللي عملتهُ فيها الصبح دا. هو أنا قولت إنها تحبني!! هو أنا عايزها تحبني أصلًا! فكر شوية وبعدين قال: طب ما تحبني بسيطة يعني أنا أصلًا أتحب عادي.
خرج من المكتب بتاعهُ وإتكلم مع أسماء السكرتيرة وقال بتساؤل:

_أسماء عايز أسألك سؤال، إي أكتر حاجة ممكن تخلي الست تفرح وتُقع في حب واحد?
بصتلهُ بإستغراب وبعدين فكرت شوية وقالت:
=يعني، خاتم، سلسلة، ورد، شيكولاتة كدا يعني.
دخل المكتب بتاعهُ تاني وقعد يفكر.

بالليل كنت قاعدة بتفرج على التليفزيون على فيلم رُعب ومضلمة الشقة وباكل لِب وسناكس، سمعت صوت باب الشقة بيتفتح بس مهتمتش ومرضيتش أقوم، لاقيتهُ واقف قدامي بيبصلي وساكت، مكنتش شايفة ملامحهُ من الضلمة بس شايفة حد واقف قدامي، خوفت وقومت أجري في الشقة وأنا بصرخ وبقول:
_عفريت، يالهوي يانا ياما، كان لازم أعمل فيها جريئة وأطفي النور واتفرج على رعب لوحدي يعني، أهو طلعولي، ياماما.
النور إشتغل وكان هو واقف باصصلي بغضب وحاطط إيديه في جانبهُ وقال:

=إهدي شوية، عفريت إي الله يخربيت كدا يا شيخة فصلتيني.
بصتلهُ بغضب وأنا حاطة إيدي على قلبي وباخد نفسي وقولت:
مفيش حد ييجي يقف قدام حد صامت كدا والدنيا ضلمة كمان، بجد هتقـ *طعلي الخلف. لاحظت ورد على التربيزة، روحت مسكتهُ بفرحة وقولت: إي دا، إنت اللي جايبهُ.
بصلي بقر *ف وقال:

=للأسف.
طلع من جيبهُ حاجة قطيفة بصيتلهُ بإستغراب ولما فتحها كان جواها سلسلة رقيقة وجميلة أوي، إبتسمت وقولت:
دي كمان ليا?! إبتسم وقال: =حبيت أخلي جوازنا يمشي بطريقة هادية وكويسة ومبني على..الحب. بصتلهُ بإستغراب وقولت: دا عشان عرفت إني مُتعلمة?
بصلي بسخرية وقال:
=لأ عشان حبيتك وحبيت وجودك.
بصيتلهُ بدهشة على إعترافهُ المُباشر ليا وإتكسفت، بس خدت منهُ السلسلة بإبتسامة وقولت:

_هديك فرصة عشان صعبت عليا بس.
بصلي بقر *ف وقال:
=خلاص شوفي إنتي رايحة فين بقى، قال صعبت عليا قال، إوعي كدا مش هتاخدي حاجة.
بعدها بقينا كويسين جدًا مع بعض، بس كالعادة هنفضل ناقر ونقير، بس بصراحة مخبيش عليكم يعني، أنا حبيتهُ، هو القلب كدا مُهزأ مبيحبش غير اللي يبهدلهُ.

تمت اذا اعجبتكم قولولنا رايكم في التعليقات

ان انتهيتم من القراءه صلوا على خير خلق الله

موقع كامسترو للسياحة العالمية من أفضل المواقع فى مجال السياحة انصح بزيارتة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى