كان عندي 17 سنة لمَّا عرفت إني حامل
كان عندي 17 سنة لمَّا عرفت إني حامل، سن صُغيَّرة أوي على إن يكون عندي طفلة.. صح؟ أنا عارفة دا كويس، لكن اللي مكُنتش أعرفه هو إن جوزي اللي كان عنده 18 سنة وقتها هيخاف وهيحِس بالفزع، سابني لوحدي تمامًا، طفلة حامل في طفلة! بعدها بفترة عرفت إنه طلقني وانتقل لولاية تانية وسابني لوحدي أواجه الحياة مع بنتي!
ولسوء حظي الموضوع كان أصعب مما تخيلت، كوني طفلة بربي طفلة تانية مسؤولة عنها كان شيء صعب، لكن الأصعب إن بنتي كانت مشوهة.. بتعاني من مشاكل صحية.. ملامحها قبيحة، ومع مرور الوقت كان قبحها بيزيد ومشاكلها الصحية بتزيد، وأنا.. أنا كُنت مشغولة عنها لأني بشتغل في وظيفتين عشان أعرف أصرف عليها وعلى نفسي
بصراحة كُنت مهملة فيها، كُنت مرهقة وتعبانة وحاسّة إن كُل اللي أنا فيه دا بسببها هي، لو مكنتش حملت فيها مكانش جوزي هرب، مكانش طلقني، مكانش سابني لوحدي، بشتغل أكتر من 16 ساعة يوميًا، كل دا مش ذنبي، وأكيد مش ذنبي إن بنتي تكون قبيحة بالشكل دا
أهملتها، سبتها لوحدها في كُل حاجة، في حياتها.. في البيت.. في المدرسة، أهلى رفضوا يساعدوني لأني إتجوزت غصب عنهم، والموضوع كان صعب، البنت كان قبيحة لدرجة إن الناس بتشمئز منها لمّا تشوفها، مهما حاولِت كانت دايمًا بتكون منبوذة ومكروهة، لكن أنا.. أنا كُنت مُضطرة أحبها، في الأول وفي الآخر دي بنتي!
طبعًا بسبب ظروفها مكانش ليها أي أصدقاء، محدش عاوز يتكلِّم معاها أو يكون له علاقة بيها، كُلهم كانوا بيتجنبوها وبينبذوها، سواء أطفال أو حتى مُدرسين، كُنت حزينة عليها، ومع مرور الوقت كانت حالتها النفسية بتزداد سوءً، بقت بترفض تاكل.. بتنام طول الوقت.. رافضة تتكلِّم مع أي حد.. حتى أنا!
يوم العاشر قرَّرت أغيَّر كُل دا، أنا هخليها تعيش يوم مش هتنساه طول عمرها، خلاص.. دا الوقت اللي لازم أحسِّن فيه حياتي وحياتها، الوضع كدا غير مقبول ونهايته هتكون مأساوية!
صحيتها من النوم على حفلة صُغيَّرة في البيت، النهاردة هيكون أسعد يوم في حياتها، كانت مُبتسمة طول اليوم.. لأول مرة في حياتها تبتسِم بالشكل دا وتحِس بالسعادة دي من يوم ما إتولدت، قضينا اليوم كُله برا، إتفسحنا.. لعبنا.. زرنا مطعمها المُفضل.. عملنا شوبينج.. وكلنا آيس كريم من اللي بتحبه، قلتلها إن لسَّه في مفاجأة أخيرة..
هنروح نتفسح جنب النهر القُريِّب من البيت
لكن النهر دا فيه مشكلة صغيَّرة، إن التيار فيه قوي جدًا، دا غير إنه بيصب في النهاية في بحيرة ضخمة مشهورة إن فيها أسماك قرش شرسة، فلو إنت مش سباح خارق وبطل غير طبيعي وعندك قدرات مش طبيعية مش هتعرف تنجو لو وقعت في النهر دا
مشينا جنب النهر لحَد الغروب، قعدنا سوا على صخرة عالية نتفرَّج على غروب الشمس، الوضع كان مُمتِع، بصيتلها وتأملت ملامحها القبيحة.. للأسف يا بنتي مش هتقدري تعيشي في المُجتمع دا، مش هتقدري تواجهي التنمُّر، مش هتقدري تكملي هنا، عينيّا بدأت تدمَّع، غصب عني.. مكُنتش قادرة أمسِك نفسي، مسحت دموعي وأنا بحضنها أوي وبقولها إني بحبها، قبل ما ترد عليَّا كُنت رفعتها من على الأرض ورميتها بقوة وسط النهر..
أنا آسفة..
اتصلت بالشُرطة وأنا بعيَّط، قُلتلهم على كُل حاجة، بس غيرت تفصيلة واحدة، قُلتلهم إن البنت اتزحلقت ووقعت مني وسط النهر ومقدرتش أنقذها لأن التيار كان قوي وشدها بعيد، التحقيقات فضلت مُستمرة لفترة، لكن محدش شك فيَّا نهائيًا وطبعًا الجُثة مظهرتش أبدًا، يبدو إن سمك القرش كان جعان
بعد كام سنة انتقلت لمدينة تانية في ولاية تانية مُختلفة تمامًا، نسيت حياتي السابقة كلها أو تناسيتها، قابلت راجل مُحترم وكيس، حبينا بعض فترة وقررنا بعدها نتجوزِّ، كان مُحامي وساعدني كتير في حياتي وهوّن عليّا، ودلوقتي معانا بنت صغيرة مالية علينا حياتنا
طبعًا جوزي عارف كل حاجة عن بنتي السابقة، بس برضه عارف زي ما الشُرطة عارفة، اتزحلقت ووقعت.. حكيت له نفس القصة، وهو كمان كان زيهم.. مشكش فيَّا، أما بنتي الجديدة فلسَّه صُغيَّرة شوية عشان كدا قررت إني محكيش ليها أي حاجة
لكن في يوم الأيام حصلت حاجة غريبة..
بنتي.. اللطيفة، البريئة، الجميلة.. اللي عندها 4 سنين بس قربت مني وأنا واقفة في المطبخ، كُنت بجهز العشا ومُندمجة، حضنت رجلي وهي مُبتسمة، ابتسمت ليها وأنا بقولها: ” أنا بحبك ”
قالتلي بحُزن: ” أنا كمان بحبك.. مُمكِن بلاش تزقيني في النهر زي المرة اللي فاتت! ”
أنا كمان بحبك.. مُمكِن بلاش تزقيني في النهر زي المرة اللي فاتت! ”
انتبهت لكلام بنتي وقولتلها بتقوالي ايه قالتلي اللي انتي سمعتيه وابتسمت ليا ابتسامه مخيفه ومشيت من اودامي وراحت قاعدت جانب باباها واتعشوا سوا وبعد كده دخل زوجي ينام وفضلت انا وبنتي قاعدين نتفرج علي التلفزيون لاقيت فيلم اول مرة اشوفه ولاقيت نفسي انا وبنتي وكل اللي حصل في التلفزيون فجاة ببص جانبي لاقيت بنتي وشها اتغير وملامحها اتغيرت لشكل بنتي الاوالنيه وقالتلي ليه عملتي كده ليه عملتلك ايه فضلت اعيط وانهرت قوالتلها خوفت عليكي من الناس والدنيا اللي احنا فيها
خوفت تكرهي نفسك خوفت تعيشي من غير صحاب واهل خوفت تغيري لما تلاقي كل اللي من سنك بيتجوزوا وانتي لاء خوفت خوفت كل دي اسباب خلتني عملت كده سامحيني فضلت اصرخ لاقيت جوزي طلع يجري من الاوضه قالي في ايه بتصوتي ليه وبنتي فين قولتله هي قاعده اودامك قالي مافيش حد الكنبه فاضيه قالتله ماهي دي بنتي انا اللي غرقت قالي مافيش حد خالص وطبعا انا شايفه بنتي والتلفزيون شغال عمال يعيد اللي حصل وهو مش شايف حاجه
قالي طب تعالي نامي شكلك راحت عليكي نومه وانتي قاعده وحلمتي بكابوس ودخلني اوضتي ودخل يطمنا علي بنتنا لاقها نايمه في سريرها وفضلت طول الليل صاحيه مش عارفه انام تاني يوم نزل راح الشغل ووهمت نفسي اني كنت بحلم فجاة سمعت حاجه غريبه في اوضيت بنتي فضلت ماشيه بالراحه خالص لاقيت بنتي عندها تورتيه وشمع ولابسه وبتقوالي تعالي يا ماما نحتفل بعيد ميلادي وبعد كده نروح نتفسح ذي المرة اللي فاتت قالتلي دي شرطي عشان اسامحك علي اللي عملتيه فيا خلاصنا العيد ميلاد وتمشينا واتفسحنا وقاعدنا علي النهر
وقالتلي انا بحبك قوالتلها انا بحبك اكتر قالتلي احضنيني اوي يا ماما حضنتها جامد فجاءة شكلها بقي بنتي الصغيرة اللي من جوزي التاني قالتلي ماما بتحضنيني جامد كده ليه ببص في وشها لاقيتها فعلا بنتي الجديده من الخضه زقتها لبعيد وقعت في النهر فضلت اصرخ عشان حد يلحقها مالاقيتش روحت القسم وانهرت وقوالتلهم علي اللي حصل ان بنتي وقعت مني في النهر بس للاسف محدش صدقني انها وقعت لوحدها خصوصا بعد جوزي ماقالهم اني بقالي كام يوم مش مظبوطه
وببص لبنتي بصات تخوف فتحوا الملفات القديمه ولاقوها نفس الاحداث فامرت النيابه بحبسي حكيت كل اللي حصل معايا وامرت النيابه بالكشف الطبي عليا للتاكد من سلامة عقلي وجوزي طلقني ودالوقتي بتعالج في مصحه نفسيه ونفسي ربنا يسامحني وبناتي يسامحوني